هذا الأزرق

0
هذا الأزرق
 شعر
محمد بنيس

“هذا الأزرق” هو الديوان الخامس عشر للشاعر محمد بنيس، صدر في بداية سنة 2015 عن دار توبقال للنشر بالدار البيضاء،  ضمن سلسلة تجارب شعرية. الديوان من 296 صفحة من الحجم الكبير، ويتوزع عبر معمارية مؤلفة من أربع مراحل هي : ” نحو الأزرق”، “من جهة المتوسط”، “مسرح الأزرق”، و”داخل الخارج”. يواصل محمد بنيس رحلة استكشافاته الشعرية في ديوانه الجديد، الذي جعل من اللون الأزرق مجال الكتابة، بعد أن كان تناول هذا اللون في مراحل سابقة من دواوينه، حيث كان الأزرق مصاحباً للقصيدة ولعوالمها المتبدلة.
ويغامر الشاعر في هذا الديوان الجديد، بالكتابة في عالم مجهول، ينتقل فيه بين أمكنة وبين أشياء نألفها ولا نألفها. فهو يرحل من اللغة ومن تاريخ معاني الكلمة إلى الفنون التشكيلية، ثم من مدن متوسطية تمجد الأزرق وتوجد بفضل الأزرق، في الضفتين الجنوبية (المغرب) والشمالية (إيطاليا) معاً، كما هو الحال بالنسبة لمدينتي شفشاون وطنجة، ومنهما ينتقل إلى الصناعة اليدوية مثل الزليج والفخار في مدينة فاس، أو عوالم ثقافية، تجسد مسرح الأزرق، في نصوص هي عبارة عن هوامش على اعترافات القديس أوغسطين، أو تجربة الميلاد الثاني، التي عاشها الشاعر.
ديوان يبني عوالم متعددة، يظهر فيها الأزرق عبر وجوهه اللانهائية، وعبر تفاصيل حياتنا اليومية على نحو عادة ما لا ننتبه إليه. واستكشاف الأزرق في هذا الديوان يعطي الشعر وظيفة إعادة كتابة الحياة (حياة الخارج وحياة الداخل)، فيما هو يقترب من الأزرق في ماديته ويمزج بينه وبين الحساسية والمعرفة والحضارة والتاريخ في رؤية شعرية أصبحت جماليتها من سمات الكتابة عند محمد بنيس.
ديوان “هذا الأزرق” نشيد بلغات متعددة، يستدعي قراءة مفتوحة للمادة والمكان في كتابة شعرية تتداخل فيها الأشكال والأنماط، تحث قارئها على سفر لا يتوقف، تعيد شحذ الحواس وتحرر الفكر من كسل المألوف والمعتاد. ديوان من أجل الرحيل نحو تخوم المجهول والمفاجئ، في زمن نكاد ننسى فيه معنى الشعر المعاصر عندما يكون نشيداً واستكشافاً وحرية